التحالف الإسلامي .. والهيمنة السعوديه – حسين عبد الرازق

146

تحالف الوهابية والإخوان

 

        ولجأت السعودية عام 1962 إلى تأسيس ” رابطة العالم الإسلامي ” وهي منظمة دولية مكرسه لنشر الإسلام وإحياء الوهابية ، وخضعت الرابطة لهيمنة سعودية كاملة ، وأتخذت من ” مكة ” مقرا لها ، وأوفدت الرابطة البعثات الدينية ، وجمعت المال لبناء المساجد ، ووزعت أعمال ” إبن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ” . وأصبح بعض الامناء العامين للرابطة وزراء في الحكومة السعودية . وباتت الرابطة ناطقا غير حكومي باسم السعودية ” ووسيلة لحماية العالم الإسلامي من الأيديولوجيات الأجنبية المتشدده ، وكان المقصود بها في الستينات القومية العربية والناصرية .

           وفي عهد الملك فيصل نسجت الحكومة السعودية والنخبة الوهابية علاقة تكافل حميمة . ومنح فيصل عام 1963 الزعماء الدينيين الوهابيين التحكم في وزارة التربية . وبعد إعادة التنظيم خلال السبعينات إحتفظ العلماء بمراقبة الجامعات السعودية وفضاءات أخرى من التعليم العالي .

           ولقد شب الجيل الذي رأى النور خلال الستينات وبلغ سن الرشد خلال الثمانينات برمته على العقائد الوهابية . ومنحت هيمنة الزعامات الدينية السعودية على منظومة التربية الوهابية إمتدادا وأثراً لا يصدق .

          وتحالفت السعودية الوهابية مع جماعة الإخوان في الخمسينات ، عقب صدام الإخوان مع النظام الثوري الجديد ومحاولة اغتيال ” جمال عبد الناصر ” عام 1954 في المنشية بالاسكندرية ، ولجأ العديد من الأعضاء المصريين في جماعة الأخوان إلى العربية السعودية ، وحصل بعضهم على معاشات من الحكومة السعودية ، وأصبح بعض ” الإخوان ” المصريين الذين وصلوا إلى المملكة العربية السعودية اواخر الخمسينات شخصيات بارزة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، التي أمل السعوديون أن تكون بدلا لجامعة الأزهر في القاهرة ! وراكم إخوان آخرون ثروات هائلة في العربية السعودية .

           والتمس مزيد من المتشديين الإسلامييين اللجوء إلى المملكة العربية السعودية من بينهم السوداني ” حسن الترابي ” والشيخ ” عمر عبد الرحمن ” و” أيمن الظواهري ” و” عبد الله عزام” .

 كلمة أخيرة :

        وهكذا يتضح أن ” التحالف الإسلامي الذي أعلنته المملكة العربية السعودية بجانبيه الأمني العسكري والفكري يستحيل أن يكون هدفه محاربة الإرهاب ، ولكنه وسيلة لهيمنة سعودية على المنطقة يخدم أول ما يخدم التعصب الديني والإرهاب .

 

التعليقات مغلقة.