الإرهابي نتنياهو يختبئ وراء داعش

16

ما أن وصل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موقع تنفيذ عملية الدهس في القدس المحتلة الأحد 9/1/2017 فور وقوعها حتى سارع الى اتهام منفذ العملية فادى القنبر أنه من مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ..

وعلى الرغم من أن شاحنة الانتفاضة .. أطاحت بجنود الاحتلال الإسرائيلي على أراضي فلسطينية محتلة في القدس .. وفقاً لقرارات الأمم المتحدة وآخرها (2334) في 23/12/2016 لمجلس الأمن والتي بموجبها يحق لأصحاب الأرض اللجوء إلى كافة الوسائل المقاومة لسلطة الاحتلال .. وسائق الشاحنة أسير فلسطيني محرر ، خرج من حي جبل المكبر ، الذي قدم عشرات الشهداء سابقاً ، ويعاني الويلات من مصادرة الاحتلال للاراضي وهدم للمنازل ومضايقة للسكان واعتقال الجثامين إلا أن نتنياهو كان ومصراً على ربط العملية الفدائية بعمليات داعش الإرهابية في مختلف العالم .

كما حاول نتنياهو من قبل وفي أعقاب العملية جعل إسرائيل ضمن التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب بمشاركة في مسيرة باريس .. ونس أو تناسى أنه وريث عرش دولة أقيمت بالإرهاب والجرائم بإدعاءات دينية تجسد العنصرية في ابغض صورها مما يجعلهم المعلمين الأوائل لإرهاب داعش .

أن نتنياهو اتهم منفذ العملية بمناصرة داعش من أجل تحقيق مصلحتين .

(الأولى) يريد من خلالها أن يوصل رسالة إلى الرأي العام في إسرائيل أن إسرائيل تكشف كل التفاصيل بسرعة، وسوف تضرب داعش بيد من حديد ، وبالتالي يحاول إظهار أن الأمور تحت السيطرة ..

(الثانية) خارجية .. بأن رئيس وزراء حكومة الاحتلال يريد أن يفعل ما فعله شارون عام 2002 عندما حاول الربط بين عمليات الانتفاضة الثانية وبين عمليات تنظيم القاعدة في العالم وبشكل خاص 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية .

وأن الربط بداعش يستهدف جعل العالم يشمئز من الفلسطينيين أو على الأقل يحجم عن مساعدتهم مما أدى إلى زيادة التنديد العالمي بها فور حدوثها وبالأخص بعد تصاعد التأييد الدولي للحقوق الفلسطينية وآخرها قرار (2334) لمجلس الأمن وحالة الهياج التي أصابت قادة الاحتلال .

أن محاولة الربط بين المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال وبين إرهاب التنظيمات الإرهابية التي تعالج جرحاها داخل مستشفيات الاحتلال باعترافه بدعوى الإنسانية إنما يستهدف من ذلك أن يبعث رسالة للعالم ، وأنه يعاني كما تعاني فرنسا وألمانيا وبلجيكا وكأنهم متساويين ولكن هناك فرق لأن ألمانيا وغيرها بلاد غير محتلة كفلسطين .

إدعاء رئيس وزراء الاحتلال سعى خائب مكتوب عليه الفشل لستر عورته أنه وريث الإرهاب الصهيوني وأنه العنصري أوحد في العالم مثله مثل النازيين في ألمانيا الهتلرية وعنصري حكومة جنوب أفريقيا التي سقطت إلى مزبلة التاريخ وانتصر الحق الذي لا يعلوه إلا الحق .

انتبهوا .. يا أحرار العالم .. أن فلسطين لا تعاني من وجود داعش بل تعاني من احتلال إسرائيل وإرهاب صهيوني عنصري .. تتمثل في سياسات عنصرية وتطرف استيطاني لا يقود إلى سلام واستقرار في المنطقة ، بل يؤجج العنف ويؤسس لحروب دينية ، في اعتدائها المتكرر على القدس والمقدسات المسيحية والإسلامية ، ومصادرة الأراضى والتقييد على حرية الانتقال ، وسلب حق الحياة والنفي القسرى حتى الجثامين لم تسلم من إجراءات الاعتقال ..

أن داعش في فلسطين حقاً ولكنها ممثلة في سياسات الاحتلال من هدم وقتل وتدمير ونفي وسلب واستيطان وقتل الأمل فى حل الدولتين .. وهو الذي يدفع باتجاه العنف والدماء والدمار .

وأن محاولة الاختباء وراء داعش هو محاولة خائبة ، ومحاولة الاحتلال لمقارنه بين ما يجرى في برلين وما يجرى في القدس إنما محاولة للتهرب من مسئولياته عما يجرى في عموم فلسطين وبالقدس خاصة وجدار الفصل العنصري .

أن سعي الاحتلال للاختباء وراء لافتة داعش في فلسطين مصدره الحقيقي انزعاج سلطات الاحتلال من أنه وبالرغم من الأوضاع الصعبة في فلسطين نتيجة وجود الاحتلال وإجراءاته القمعية .. والأمنية التي تقطع أوصال الوطن فإن فلسطين وما تعيشه من تناغم بين أبنائها هو تناغم نابع من حالة السلام الداخلي في كل فرد من أبناء الشعب الفلسطيني التي تجعل المجتمع الفلسطيني أكثر تماسكاً أكثر متانة وقوة ، وأن فلسطين ترسل دائماً الرسائل للآخرين عبر المحبة والإخوة والسلام الموجودة بين أفراد شعبها ، وأن العلاقة التي تجعل الأديان في فلسطين هي علاقة تكامل عميقة عمق التاريخ ، لأن الله اختار فلسطين لتكون مهداً للديانات السماوية الثلاثة وما يحمله ذلك من معان عظيمة .. وعنصرية الاحتلال لم يحسن قراءة المعنى الحقيقي في أن يرفع الآذان من كنائس القدس رداً على محاولات الاحتلال لمنعه .. ولم يحسنوا قراءة التاريخ ماذا كان مصير الحملة التي رفعت الصليب شعاراً زورا وبهاتنا مثلها مثل داعش الإسلامية في بلاد المسلمين وداعش الصهيونية في فلسطين ؟!

أن ما يزعج سلطات الاحتلال الصهيونية ويدفعها للاختباء وراء ممارسات داعش .. أن أبعاد قوة فلسطين وثبات مواقفها ينبع من دورها في نقل ونشر ثقافة المحبة والتسامح إلى الآخرين في إطار إرثها الحضاري الذي كان الرسالة الحقيقية للمسلمين وللإسلام إلى العالم اجمع ولا بد أن تستمر في تأدية دورها في ثقل هذه الرسالة .

أيها العالم الحر .. يا من تقاوم الإرهاب وتحشد القوات والمعدات وتنفق الأموال وتجند وسائل الإعلام من أجل دحر الإرهاب .. لا تنخدع بما يروجه قادة الإرهاب الصهيوني الذي لم يتحمل انتقاداً من الحليف بل النصير الأول لبعض سياسات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي .. وانقلب نتنياهو يوبخ ويعنف وزير خارجية أكبر دولة في العالم قوة وجبروت والداعم الأكبر لإسرائيل .

فلتتوحد كافة الجهود لمقاومة ودحر الإرهاب وتجفيف منابعه مهما اختلفت لافتاته وعناوينه الإرهاب الصهيوني المدعى باليهودية والإرهاب الداعشي والقاعدي المدعي بالإسلام زوراً وبهتاناً ..

وأن التمييز بين البشر على أساس المذهب أو الدين أو العرق هو أدنى درجات الانحطاط الإنساني المتمثل في العنصرية .     

 

الإعلام المركزى

 

11/1/2017

 

 
 

التعليقات مغلقة.