كلمة الاستاذ سيد عبد العال رئيس الحزب بالمؤتمر العام الثامن

160

زمـــلائى الأعــزاء :

نحن لا ندعى صفاء وخلو الممارسة السياسية والتنظيمية لحزبنا من الأخطاء ، كما لا ندعى اكتمال تشكل حزبنا كقوة سياسية فى مستوى الطموح الوطنى الذى تأسس من أجله ، ولا ندعى كذلك أن أوضاعنا التنظيمية على ما يرام وفى ذات الوقت لا يمكننا اعتماد تحليل لأوضاعنا الحالية بمنطق المؤامرة على حزبنا ، رغم وجودها من قبل عناصر لا تتحقق ذاتها السياسية إلا بالهجوم على حزب التجمع مستعرضين فى ذلك عجزهم السياسى والفكرى والتنظيمى .

إن المهمة المطروحة علينا فى المرحلة الراهنة تتلخص فى هدف محاصرة وعزل قوى الثورة المضادة عن طريق سياسات ديمقراطية هجومية ، وحتى نكون أكثر وضوحاً فى ذلك نتقدم لشعبنا ومن خلال مؤتمركم هذا ببرنامج سياسى يعبر عن هذا الهدف وطبيعة المرحلة الانتقالية التى يعيشها الوطن وخصائصها وتناقضاتها السياسية والاجتماعية .

] إنه برنامج عاجل سياسى – اجتماعى – ديمقراطى [يستهدف انتزاع أقصى حد من الإصلاحات الاجتماعية والديمقراطية عبر نضال ديمقراطى سلمى يعتمد على الجماهير الشعبية المنظمة فى نقاباتها واتحاداتها ومراكز تواجدها الطبيعية بالأحياء والقرى والمصانع والجامعات .

ونحن نبشر من خلال مؤتمرنا هذا بنهوض جديد فى حركة الصراع الاجتماعى والسياسى تعبيراً عن مقاومة اجتماعية وسياسية للتوحش الرأسمالى المتحالف مع قوى التأسلم السياسى فى منظومة متكاملة من الفساد استمدت وجودها من ممارسات نظام ما قبل ثورة 25 يناير .

زمــــلائى :

إن التحديات التى رصدها برنامجنا الإنتقالى تتطلب تجاوز الكثير من العوائق وأهمها :

  • تشتت وانقسام قوى اليسار ، مع عجز عن تفسير مقنع لحالة الضعف وعدم القدرة على العمل المشترك فى مواجهة التوحش الرأسمالى ومخطط إضعاف الدولة الذى ترعاه دول فى محيطنا الإقليمى برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وتتخذ فى سبيل ذلك أدوات تتمثل فى جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاؤهم ممن ينسبون أنفسهم للقوى المدنية .

  • غياب الجهد السياسى والتنظيمى فى تنظيم الجماهير حول مطالبها على نسق تجربة اتحاد المعاشات والتى قادها المناضل العملاق البدرى فرغلى لتفتح الأمل أمام كل الشعب لإمكانية النضال السلمى المتصاعد وبكافة أشكاله وأساليبه، وأيضا النضال القانونى وقد تمثل فى واحدة من معاركنا القانونية التى توجت بحكم قضائى يجرم جماعة الإخوان الإرهابية وقد رفعها القائد التجمعي الأستاذ محمود عبد الله المحامى.

  • تحديد واضح وجسور لمكونات الحلف السياسى الوطنى الديمقراطى لاجتياز المرحلة الانتقالية.

  • الجسارة فى وضوح موقفنا المساند للسلطة الحالية ورئيسها الرئيس عبد الفتاح السيسى ، باعتبارها من أهم نتائج ثورة شعبنا فى 30 يونيو ضد سلطة كانت تسعى لتفكيك دولتنا المصرية فى إطار مخطط استعمارى قديم – جديد . وهذا التأييد والمساندة يقومان على أساس الوحدة والصراع ، فنحن لا نؤيد فى المطلق ولا نعارض دون تقديم البديل ، نساند أو نعارض السلطة وفقاً لمدى اقترابها أو ابتعادها من أهداف شعبنا المحددة فى :

    • دعم بنية الدولة وتقوية مؤسساتها المختلفة ، مع إزالة كل العوائق أمام المشاركة الشعبية الديمقراطية فى تحقيق هذا الهدف ، سواء كانت هذه العوائق ذات طابع أمنى أو قانونى أو سياسى .

    • تطوير وتحديث البنية الاقتصادية المصرية فى كافة قطاعاتها الإنتاجية ، مع الحفاظ على ملكية الشعب فى مؤسساته الاقتصادية وحل كافة المشكلات التى تعترض انطلاقها فى بناء اقتصاد وطنى حديث يفتح أوسع للتنمية الشاملة.

    • التصفية الفكرية والسياسية للتنظيمات الإرهابية ، عبر عملية إرادية من التحديث للخطاب الدينى والتمكين للثقافة البديلة التى تؤكد قيم المواطنة والمساواة بين المصريين وتدعم قيم الانتماء للمجتمع والمشاركة والانتماء الوطنى والشفافية والمحاسبة واحترام القانون والعمل بكل أنواعه ، والإبداع الفنى والمهنى … وغيرها من القيم الإنسانية التى لا تتحقق إلا عبر جهود مشتركة من الدولة والإعلام والمثقفين والفنانين .

التعليقات مغلقة.