العمــران والإسـكـان فى مصــــر
مقدمــــة :
تعتبر حاجة الإنسان إلى السكن إحدى حاجاته الحياتية الأساسية، شأنها فى ذلك شأن الغذاء والكساء، فحق السكن هو أحد حقوق الإنسان الأولى لذلك فإن على المجتمع أن يحفظ للفرد هذا الحق، ويمكنّه من حيازة المأوى الملائم له. ويمثل المأوى حيز الإنسان الخاص به، والذى يمكنه من أن يمارس فيه نشاطاته الحياتية من نوم ومأكل ورعاية لأبنائه وأسرته، وتتحقق فيه تبعاً لذلك ذاتيته وخصوصيته. ويمثل المسكن أيضا التجسيد المكاني للأسرة التى هي الخلية الأولى للمجتمع. فلا يمكن للأسرة أن تتكون وتنمو وتقوم بوظائفها الاجتماعية إلا من خلال مسكن ملائم تقيم فيه . فالمسكن فى حقيقة الأمر هو غذاء وكساء المجتمع. وكما يحقق المسكن حاجات الفرد والأسرة المادية والمعيشية، فإنه يحقق أيضا حاجتهما الوجدانية والمعنوية، والتى من أهمها الشعور بالطمأنينة والانتماء داخل مأواهما .
والعلاقة التبادلية بين الإنسان والمسكن أصبحت حقيقة علمية مسلماً بها، فتأثير المسكن على الإنسان وعلى صحته البدنية والنفسية -إما سلباً أو إيجاباً- صار أمراً مستقراً فى مجال الفكر الاجتماعي والعمراني.
فالسكن الملائم من حيث المساحة والتهوية والإنارة يساعد الفرد على القيام بمسئولياته الفردية والاجتماعية، أما إذا عانى الإنسان ضيق المكان وزيادة درجة التكدس وفقدان الخصوصية وتدني البيئة المعمارية والعمرانية المحيطة به، فإن ذلك يجعل منه إنساناً غير سوي، وأكثر استعداداً للانحراف الاجتماعي بصوره العدّة .
لتحميل برنامج حزب التجمع العمــران والإسـكـان فى مصــــر اضغط هنا
التعليقات مغلقة.