البرنامج العام|بناء مجتمع المشاركة الشعبية

288

التقدمــى ***

وفى رؤية حزبنا يمكن أن تكون ” التنمية المستقلة ” أفضل طريق نحو مجتمع اشتراكي يصفي استغلال الانسان، ويتأتى النجاح على هذا الطريق إذا تحالفت كل القوى الاجتماعية ذات المصلحة فى التنمية ووفقت فى ايجاد توافق وطنى حول الغايات والوسائل الديمقراطية المستندة إلى مشاركة شعبية فعلية وفاعلة، وصفة التقدمية فى اسم الحزب تعنى ببساطة الاختيار الاشتراكى، لأن التقدم الحقيقى يكون مسيرة نحو تحرر الانسان والمواطن من القهر والاستغلال وانطلاقة فى تحصيل المعارف واكتساب المهارات التى تمكنه من حياة سعيدة واسعة الآفاق.

1- والاشتراكية عندنا هى مشروع للتحرر الانسانى الشامل والمتجدد باستمرار، يسعى لتحقيق أقصى حرية للانسان فى مختلف مجالات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. وهي من ثم رؤية انسانية للعالم ذات عمق اخلاقى فلسفى قيمى تتضمن إلغاء الاستغلال والاغتراب والتفاوت الطبقى. والاشتراكية من جانب آخر نسق اجتماعى اقتصادى مناقض للرأسماية، تستند إلي سيادة الملكية المجتمعية لأدوات الإنتاج وإلي توزيع الناتج القومى على أساس من المساهمة فى العمل. وهى من ثم النظام الأقدر على إدارة المجتمع والاقتصاد وضمان مزيد من الكفاءة فى الانتاج تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية والعقلانية.

والنظام الاشتراكى بهذا المعنى لا ينمو فى أحضان الرأسمالية كنتيجة للتطورات التى تتم فى إطارها، وإنما يبنى بواسطة القوى السياسية والاجتماعية التى تتبني الهدف الاشتراكي وتسعى لتحقيقه بعد أن تتولى السلطة السياسية وتصفي أجهزة السلطة الرأسمالية القائمة وتقيم سلطة الطبقات الشععبية ذات المصلحة فى إقامة النظام الاشتراكي وفى القلب منها العمال والفلاحون والمثقفون التقدميون.

2- إن النطام الاشتراكي الذى يسعى حزب التجمع إلي إقامتة فى مصر لن يكون تكرارا لأى نموذج سابق، بل ستتحدد معالمه وستتبلور ملامحه انطلاقا من هذا الفهم النظري للاشتراكية ومن إبداعنا فى فهم أوضاع المجتمع المصرى ومشكلاته الأساسية واحتياجات تطوره0

وسوف يتم بناء المجتمع الاشتراكي الجديد فى مصر عندما تتوفر الظروف لذلك على أساس من الإقتناع، والإختيار الديمقراطي استنادا إلى قوة الجماهير وليس نيابة عنها أو باسمها0 والديمقراطية هى أساس نضالنا من أجل الوصول إلي الاشتراكية وهى شرط ضرورى لمرحلة الإنتقال إلى الاشتراكية وكذلك فى مرحلة الاشتراكية ئفسها، حيث يجب أن تكون أساس استمرار النطام الاشتراكي واعادة تجديد ثقة الشعب به على اساس إنجازاته . ومن الضروري أن يتيح المجتمع الاشتراكي المقبل أوسع الحريات السياسية وكذلك أوسع قدر من الحرية الثقافية وحرية الاعتقاد الدينى ويتبنى التعدد الثقافى والفكري ويشجع الحوار الحر بين المفكرين ومختلف الجماعات الثقافية، والعمل فى نفس الوقت لاعلاء القيم الإشتراكية وتحرير الانسان من عبودية المال، وازدهار الثقافة والعلوم والآداب والفنون وانطلاق روح التجدد والإبداع على نطاق المجتمع.

وفى نفس الوقت فان البناء الاشتراكي فى مصر لن يقوم على الاقتصاد الأوامري بل سيتجه إلى إدارة الاقتصاد الوطني بالاعتماد أساسا على التخطيط مع إفساح المجال للاستفادة من آليات السوق .

3- أن قناعتنا أن الاشتراكية هى السبيل الوحيد لإخراج مصر من أزمتها وتحقيق تقدمها ورخاء شعبها له أسباب عديدة، من أهمها :

أ عجز الرأسمالية المصرية عن إخراج مصر من أزمتها بل مسئوليتها عن هذه الأزمة، فقد تفاقمت هذه الأزمة خلال السنوات العشرين التى شهدت ما سمى بالانفتاح الاقتصادى والعودة إلى نظام السوق ومنح الرأسمالية المصرية أوسع الفرص فى الاستثمار وقيادة المجتمع، فكانت النتيجة كما تؤكدها البيانات الموثقة وتقارير المؤسسات الرأسمالية الدولية تدني معدلات النمو الاقتصادي بصفة عامة وتزايد الاعتماد على العالم الخارجى وتدني معدلات الادخار، والاستثمار، وما ترتب على ذلك من نتائج اجتماعية كانتشار الفقر والفساد على نطاق واسع، وانتشار العنف والإرهاب، والتطرف، وتراجع الإنتاجية فى معظم مجالات العمل والإنتاج ، وتفكك العلاقات الاجتماعية، وغياب روح التضامن، وتراجع قيم الوطنية، وتراجع الستوى الثقافي.

بالنطام الاشتراكي هو الأقدر على مواجهة هذه الظواهر واخراج مصر من أزمتها والانتقال بها إلى أوضاع أكثر كفاءة فى الإنتاج وعدالة فى التوزيع وديمقراطية فى نظام الحكم، ولا يضعف هذه الحقيقة ما حدث فى الاتحاد السوفيتى. إن انهيار الاتحاد السوفيتى رغم كل ما حقق من تقدم علمي وتكنولوجي وبناء صناعي وتوفير كل الخدمات الأساسية لكل الناس مجانا، يرجع فى الأساس إلى غياب الديمقراطية وبالذات التعددية السياسية، وتداول السلطة بين الأحزاب عن طريق الانتخابات الحرة النزيهة، وحرمان الشعوب من حقها الأساسى فى إقامة مؤسسات المجتمع المدنى دون سيطرة حكومية : حرية تأسيس الجمعيات على أنواعها بدءا من الخدمات المتبادلة بين أعضاءالجمعية وصولا إلى الجمعيات العلمية ومراكز البحث والفكر االمستقة، وبطبيعة الحال الحركة التعاونية الأصيلة التى لا تخضع للتدخلات الإداربة . لقد ظن الحزب الشيوعى أن سيطرته على بيروقراطية الدولة كافية لوضعها فى خدمة الشعوب . ولكن الواقع أن هذا التداخل حول الحزب ذاته من وضع الطليعة المجددة إلى بيروقراطية أخرى محافظة. وهكذاا وقعت على كاهل الملايين أكبر بيروقراطية عرفها التاريخ .

جإن انهيار تجربه اشتراكية معينة لا يعنى افلاس الاشتراكية كفكر اجتماعى وأمل للشعوب المقهورة والستغلة، فالثورة الفرنسية الكبرى صفي نابليون أهم منجزاتها المقراطية ثم سقط لتعود الملكية التى اسقطتها الثورة لتحكم فرنسا من جديد لمدة 77 سنة وكانت الثورات الشعبية المتكررة هي التى حققت بعد قرابة مائة

التعليقات مغلقة.