التحالف الإسلامي .. والهيمنة السعوديه – حسين عبد الرازق
الوهابية منبع الفكر الإرهابي
وإذا تركنا الجانب الأمني والعسكري لهذا ” التحالف الإسلامي ” السني السعودي وانتقلنا إلى الجانب الفكري والذي حدده وزير الخارجية السعودي ” بمحاربة الفكر المتطرف ” فسنصطدم بان المنطلق الفكري السعودي القائم على المذهب الوهابي ، هو منبع الفكر الإرهابي .
فمنذ البداية شكلت الوهابية حركة تعصب شامل تجاه أولئك الذين لا يتبنون مبادئها ، بمن في ذلك المسلمون الآخرون . هذا التعصب الديني المتطرف اقتضى أولاً أن يستأصل رموز الحضارة غير الوهابية . إذ لم يكن هذا الامر بمثابة ممارسة كونية للإسلام في الماضي . وحتى عندما تملك المسلمون الاماكن المقدسة لصالح العقيدة الإسلامية كانوا عادة يبقون على البنيات المقدسة القائمة منذ ما قبل الإسلام . وعندما فتح المسلمون مصر في القرن التاسع لم يحطموا رموز الحضارة المصرية القديمة ، ولم يهدموا آبا الهول . لكن عندما هاجمت الجيوش الوهابية الاماكن المقدسة في الاسلام الشيعي جنوب العراق خلال القرن التاسع عشر خربت القبور ونهبت الأضرحة الدينية الأخرى .
” وعقد ” محمد بن سعود ” حاكم الدرعية القريبة من الرياض عام 1744 حلفا مع ” محمد بن عبد الوهاب ” مؤسس الوهابية . وتقول الرواية أن إبن سعود طمأن حليفه الجديد : ” هذه الواحة واحتك ، لاتخشى أعداءك . ولو اجتمعت نجد كلها لإخراجك لما إتفقنا على طردك ” ، وأجاب بن عبد الوهاب قائلا :
” إنكم قائد الاستقرار ورجل حكيم . أريدك أن تقسم لي على كلمة جهاد الكفار ” .
وهكذا عقد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب ميثاقا أسس بموجبه إبن سعود الدولة السعودية الاولى ، ووضع إبن عبد الوهاب عقيدتها الرسمية . كان الميثاق ـ بإختصار ـ صفقة سياسية حيث سيحمي إبن سعود إبن عبد الوهاب ، وينشر عقيدته الجديدة ، بينما يضفى إبن عبد الوهاب المشروعية على الحكم السعودي داخل دارة متسعة من قبائل البدو التي اخضعها الجهاد الجديد ، كما أصبح إبن سعود إمام جماعة إبن عبد الوهاب الدينية الجديدة . بل إن ميثاقهما تضمن زواجا أميريا ، حيث تزوج إبن سعود ابنة عبد الوهاب . ولقد قامت سلالة آل سعود وآل الشيخ مقام زعماء الدول السعودية الأصلية لأجيال ، وسمت الجماعة الجديدة حركتها باسم ” الدعوة والتوحيد ” لكن سميت العقيدة الطٌهرانية الجديدة في الغرب بالوهابية نسبة إلى مؤسسها ، وسٌمي أتباعها بالوهابيين . ورغم أن محمد بن عبد الوهاب لم يؤسس مذهبا جديدا ، فإن دعوته داخل المذهب الحنبلي تميزت بانفصال واضح عن الإسلام الأساسي . إذ ظل أتباع المذهب الإسلامي السني الواحد ينظرون طيلة قرون إلى أتباع المذهب الآخر كمسلمين حقيقييين ، لكن إبن عبد الوهاب قطع مع هذا التقليد .
” وقد أثارت الطبيعة الجذرية لخلاف محمد بن عبد الوهاب مع الإسلام الأساسي إنتباه الشيخ جميل الزهاوي ـ وهو فقيه بغدادي ـ إذ كتب مناهضا الحركة الوهابية قائلا ” ويسمى له جماعه من أكابر العلماء الماضي أنهم كفاراً ! .. وكان يصرح بتكفير الأمة منذ ستمئة سنة ، ويكفر كل من لا يتبعه ” وأورد الزهاوي كيف ذهب إبن عبد الوهاب إلى حد إحراق الكتب التي تتضمن الصلاة على النبي ، وتدمير مجلدات الشريعة الإسلامية ، وتفاسير القرآن والتحليلات العلمية للاحاديث .
وفي كتاب تاريخ أصول الوهابية لأيوب صبري باشا ( الذي توفى عام 1880 ـ وكان لواء الاسطول العثماني ) ، أن إبن عبد الوهاب وإبن سعود أعلنا أن من لا يقبلون الوهابية هم ” كفار ومشركون ” ولذلك من الجائز ” قتلهم ومصادرة أملاكهم ” .
وقدم محمد بن عبد الوهاب في كتابه ” التوحيد ” أجندة متطرفة في معاداة المسيحية واليهودية ، واصفاً أتباع الديانتين معا كسحرة يؤمنون بعبادة الشيطان .
التعليقات مغلقة.