عرض موجز للبرنامج العام لحزب التجمع

473

أولاً : التوجهات

الغرض من هذه الفقرات هو التعرف على التوجهات الفكرية والسياسية والاجتماعية للحزب ، وهي جوهر البرنامج العام للحزب، وتتميز بكونها تمثل فكر الحزب المقر في مؤتمره العام كأعلى سلطة ، ويملك وحده حق تعديلها أو تغييرها ، وهذه التوجهات هي:

 

  • الاشتراكية

التجمع حزب اشتراكي ، هدفه النهائي هو إقامة المجتمع الاشتراكي في مصر ؛ حيث يرى البرنامج العام الصادر عن المؤتمر العام الرابع، أن للتجمع عدة توجهات أساسية ، فكرية وسياسية واجتماعية ، فالتوجه الفكري الأساسي للتجمع يتمثل في التطلع لبناء المجتمع الاشتراكي، والاشتراكية في مفهوم التجمع هي مشروع للتحرر الإنساني الشامل والمتجدد باستمرار ، يسعى لتحقيق  حرية الإنسان في مختلف مجالات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وهي رؤية إنسانية للعالم ذات عمق أخلاقي فلسفي وإنساني ، تتضمن إلغاء الاستغلال والتفاوت الطبقي ، وهي نسق اجتماعي اقتصادي مناقض للرأسمالية ، فالاشتراكية تستند إلى سيادة الملكية المجتمعية لأدوات الإنتاج ، وإلى توزيع الناتج القومي على أساس من المساهمة في العمل وفي الفكر والإبداع العقلي .

والنظام الاشتراكي الذي يسعى التجمع إلى إقامته في مصر ، ليس تكرارًا لأي نموذج سابق ، بل تتحدد معالمه وتتبلور ملامحه انطلاقًا من الفهم النظري للاشتراكية كمشروع للتحرر الإنساني الشامل، ومن إبداعنا في فهم أوضاع المجتمع المصري ومشكلاته الأساسية واحتياجات تطوره ، فنحن نعتقد أن أية فكرة تتخذ لنفسها مذاقاً خاصاً مع الواقع المعاش في كل زمان ومكان .

ويتم بناء المجتمع الاشتراكي الجديد على أساس من الاقناع والاختبار الديمقراطي استنادًا إلى قوة الجماهير وليس نيابة عنها أو ادعاء التحدث باسمها ، والديمقراطية هي أساس نضالنا من أجل الوصول إلى الاشتراكية ، وهي شرط ضروري لمرحلة الانتقال إلى الاشتراكية وكذلك في مرحلة الاشتراكية نفسها .

فالديمقراطية يجب أن تكون أساس استمرار النظام الاشتراكي وإعادة تجديد ثقة الشعب به على أساس إنجازاته ، ومن الضروري أن يتيح المجتمع الاشتراكي الذي نسعى إليه أوسع الحريات السياسية والثقافية وحرية الاعتقاد ، ويتبنى مفهوم التعدد السياسي والتنظيمي وكذلك التعدد الثقافي والفكري ، ويشجع على الحوار الحر بين المفكرين ومختلف الجماعات الثقافية ، والعمل في الوقت نفسه لإعلاء القيم الاشتراكية وتحرير الإنسان من عبودية المال ، والعمل من أجل ازدهار الثقافة والعلوم والآداب والفنون وانطلاق روح التجديد والإبداع على نطاق المجتمع كله .

ويرى البرنامج أن الاشتراكية هي السبيل الوحيد لإخراج مصر من أزمتها وتحقيق تقدم ورخاء شعبها لعدة أسباب :

  • أثبتت التجارب المتتالية عجز الرأسمالية المصرية عن إخراج مصر من أزمتها ، بل مسئوليتها عن هذه الأزمة .
  • أن النظام الاشتراكي هو في اعتقادنا الأقدر على مواجهة الظواهر المتعددة للأزمة الشاملة التي أنتجتها الرأسمالية في مصر .
  • أن انهيار تجربة اشتراكية معينة ،وخاصة انهيار النموذج السوفيتي لا يعني انتهاء الاشتراكية كفكر اجتماعي وكأمل لشعوب المقهورة ، علماً بأن التجمع قد رفض منذ إنشائه فكرة النموذج الاشتراكية الصالح لكل زمان ومكان .

إن التوجه الاستراتيجي للتجمع هو بناء المجتمع الاشتراكي في مصر إلا أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية السائدة في مصر والعالم توضح صعوبة الانتقال الفوري إلى الاشتراكية ، وأن بناء المجتمع الاشتراكي يتطلب نضالاً مستمرًا يستغرق فترة زمنية طويلة نسبيًا ، ولا يمكن البدء في عملية البناء الاشتراكي إلا بعد أن يكون قد وصل إلى السلطة باختيار جماهير الشعب ومن خلال نضال ديمقراطي حقيقي تحالف القوى الاجتماعية المؤهلة لبناء الاشتراكية ، وعلى رأس هذا التحالف الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين التقدميين ، وذلك عبر فترة انتقالية يختلف مداها مع تغير الظروف والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتوازنات القوى في المجتمع .

 

التعليقات مغلقة.