خطاب من: الجبهة الوطنية لنساء مصر حول تصريحات رئيسة الوزراء تيريزا ماي
خطاب من: الجبهة الوطنية لنساء مصر
إلى السيدة “تريزا ماى”/ رئيسة الوزراء البريطانية
السيدة رئيسة الوزراء..
لقد كان لتصريحاتكم التي رفضتم فيها الاعتذار عن الجريمة التي ارتكبتها الإدارة الاستعمارية البريطانية، منذ مائة عام، بإصدارها “وعد بلفور”، وقع الصدمة في بلادنا، وسببت قدراً كبيراً من الرفض والاستنكار، لشعبنا عموماً، وبين النساء فيها، بشكلٍ خاص.
إن هذا الوعد الظالم، الذي صدر باسم “حكومة جلالة الملك”، ومنح فيه “من لا يملك، لمن لا يستحق”، حق اغتصاب الأرض الفلسطينية، بواسطة الحركة الصهيونية المدعومة بالمساندة البريطانية المباشرة، العسكرية والسياسية، في ظل سلطة الانتداب البريطاني، نتج عنه إلحاق أذىً تاريخي غير مسبوق، بالملايين من أبناء الشعب الفلسطيني، أصحاب الأرض الأصليين، ولصالح أقل من 5% وحسب تعداد السكان من اليهود!
لقد قامت الحركة الصهيونية بالعديد من المذابح في القرى الفلسطينية و طُردوا أهلها، وقتلوا وعُذبوا، وشُرِّدوا في أرجاء المعمورة، ونُهبت أراضيهم وثرواتهم، وصودرت عقاراتهم وممتلكاتهم، وألقى بعشرات الآلاف من شبابهم في السجون بلا جريمة إلا الدفاع عن الأرض، وتم حصار أبناء الشعب الفلسطيني في “معازل” أسوأ من “الأبارتايد” الشهير قبل سقوط الحكم العنصري فى جنوب أفريقيا ، وأنشئت الدولة الصهيونية: “إسرائيل”، عام 1948، بمباركة الدوائر الاستعمارية البريطانية والغربية، على أنقاض الشعب الفلسطيني، وحضارته الممتدة لآلاف السنين، وفوق ركام بيوته المهدّمة، وجثث بنيه المذبوحين والمقتولين بواسطة الجماعات الصهيونية الإرهابية، دون أن تهتز ضمائر الغرب، أو يتأثر دعاة “حقوق الإنسان” فيه، ولا زالت هذه الممارسات الإسرائيلية العنصرية قائمة، وجرائم الدولة الصهيونية، مستمرة، حتى الآن، فى مواجهة الشعب الفلسطيني الأعزل!
وهكذا، وبدلاً من إدانة هذا السلوك الإسرائيلي العدواني، الذي امتد لاحتلال أراضٍ عربية في بلدان عديد: مصر، وسوريا، ولبنان، .. إلخ، وعوضاً عن مساندة شعب فلسطين لاسترداد حقوقه المنهوبة، بتطبيق المئات من القوانين الدولية التى ضربت بها القيادة الإسرائيلية عرض الحائط، تفاجئنا السيدة رئيسة وزراء بريطانيا باستضافة رئيس الوزراء الإسرائيلى وأركانه، للاحتفال بذكرى مرور مائة عام على جريمة “بلفور”، التي لا يمكن أن ننسى حجم ما أدت إليه من معاناة وخراب فى أوطاننا ولشعوبنا!
إننا باسم النساء المصريات، نرفض هذا السلوك الاستعلائي للسيدة رئيسة الوزراء، ونرى فيه دعماً للعنصرية والعدوان، وهو ما ينعكس بالسلب على العلاقات التي نرجو أن تكون ودية بين الشعبين.
ونطالب السيدة رئيسة وزراء إنجلترا، باسم عضوات “الجبهة الوطنية لنساء مصر”، بالعدول عن هذا التصرف، الذى يلقى رفضاً واسعاً فى بلادنا، ويزرع بذور الشك فى نوايا بريطانيا تجاه شعوبنا وبلداننا.
إن الاعتذار عن الجريمة التي اقترفها وزير الخارجية البريطانية، “آرثر بلفور”، في الثاني من شهر نوفمبر 1917، هو اعتذار للإنسانية كافة، عن جرائم الإرهاب العنصري الصهيوني، وليس لضحاياه من أبناء الشعب الفلسطيني وحدهم، ونعد رفض هذا الاعتذار إهانة لشعوبنا، ومدعاة لإثارة الشك في “المبادئ الأخلاقية السامية”، التي يزعم الغرب، وبريطانيا في مقدمته، التزامها بضوابطها وحرصه عليها!
الجبهة الوطنية لنساء مصر
القاهرة في الأول من نوفمبر 2017
التعليقات مغلقة.