102 عاماً تمر على إعلان وعد بلفور المشؤوم، الذي أعلنه وزير الخارجية البريطاني في 2 نوفمبر 1917.
102 عاماً من المؤامرة على حقوق الشعب الفلسطينى وزرع الكيان الصهيوني في الأرض العربية، 102 عاماً من النضال والصمود والمقاومة، من النكبات والانتصارات التي عاشها الشعب الفلسطينى، حيث نجحت الحركة الصهيونية فى تنظيم عمليات تهجير اليهود إلى دولة فلسطين، تحت الانتداب البريطاني.
وقد كان عام 2017 – العام المائة على الوعد – عاماً متميزاً فى تاريخ القضية الفلسطينية والصراع العربى/ الصهيوني، حيث شهد مؤشرات نهاية عملية السلام التى بدأت فى التسعينيات برعاية أمريكية، عندما غادرت الولايات المتحدة الأمريكية موقع الوساطة إلى موقع العدو، وموقع المساندة للاحتلال الإسرائيلي والمعاداة المباشرة للشعب الفلسطينى، بنقل سفارتها إلى القدس المحتلة، وإعلانها عاصمة أبدية لإسرائيل، وإغلاق ممثلية فلسطين في واشنطن وطرد أعضائها، وقطع مساهمة الولايات المتحدة فى ميزانية الأونروا وفى ميزانية السلطة الفلسطينية، والإعلان عن نيتها إعادة تعريف اللاجئين، ما يعني حرمان نحو 6 ملايين لاجئ من حقهم في العودة.
وفى يوليو 2018 صادق الكنيست الإسرائيلى على قانون الدولة القومية، الذى يحدد إسرائيل بأنها الوطن القومى لكل اليهود عبر العالم، ويجعل حق تقرير المصير فى إسرائيل للشعب اليهودى حصرياً، ويحدد هذا القانون عاصمة إسرائيل بأنها القدس الكاملة والموحدة، واللغة بأنها اللغة العبرية، الأمر الذى يجعل إسرائيل بصورة رسمية دولة تمييز عنصري (أبارتهايد) وينهى من الطرف الإسرائيلى وبضربة واحدة أى إمكانية لحل الدولتين، ناهيك بحل الدولة الواحدة.
ويأتى الانقسام الفلسطيني منذ انقلاب حماس على الشرعية النضالية الفلسطينية منذ اثنى عشر عاماً، ليجعل قطاع غزة منفصلاً بإدارة حماس عن الجسد الفلسطينى، بما يضعف من نضال الشعب الفلسطيني ومسيرته المعروفة بمسيرات العودة منذ يوم الأرض 2018 ، وآخرها التي انطلقت في الأول من نوفمبر الحالي تحت شعار يسقط وعد بلفور.
العام الثانى بعد المائة – فى ظل استمرار الاستيطان الصهيوني وتسارع هدم البيوت الفلسطينية ومصادرة الأراضى وتهجير السكان، واندفاع عدة أطراف عربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني – ومازالت الجريمة قائمة، والحكومات البريطانية ترفض الاعتذار عن جريمتها، بل تفتخر وتحتفل بوعدها الذي أعلنته منذ 102 عاماً، لكن صمود الشعب الفلسطينى تضحياته ونضاله لا يتوقف، والذاكرة الوطنية التي تشكل جوهر الهوية الفلسطينية تظل حاضرة، والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس تظل راية مرفوعة وصموداً على الأرض ونضالًا مشتعلًا ضد كل أشكال التطهير العرقي والعدوان.
وسوف ينتصر الصمود، وتنتصر إرادة الحياة للشعب الفلسطيني، ضد ترسانة القتل والعدوان والإرهاب والكراهية والعنصرية الصهيونية.
التعليقات مغلقة.