البرنامج العام|بناء مجتمع المشاركة الشعبية
3 – من أجل مصر وطنا للحرية والاشتراكية والوحدة
التجـمـع***
وبهذا التوجه الاجتماعى الظاهر دون ليس أو إبهام الذى يشكل المرجعية الأساسية للسياسات التى يدعو الحزب إليها وتلك التى يقاومها أشد مقاومة، وبالتالى المحك الحاسم فى قول أو رفض أى اتجاه أو اجراء، يكون حزبنا فى الوقت الحاضر أهم ممثل لليسار فى مصر. ومن واقع خبرة طويلة بأوضاع اليسار وإدراك تام بضرورات الحاضر والمستقبل كان موقف حزبنا الريادى والسباق الذى تمثل فى فكرة التجمع نفسها: الالتقاء التنظيمى فى إطار واحد والتعددية الفكرية فى داخل الحزب والأسلوب الديمقراطى الكامل فى تحديد البرامج والمواقف وانتخاب القيادات. ومن هذا الواقع التجمعى يكتسب البرنامج السياسى للحزب الذى يقره مؤتمره العام المنتخب مكانه عظمى. فهو الوثيقة التى ترتضيها أغلبية واسعة بعد مناقشة حرة وكنتيجة لمجهود فكرى ضخم . وفىهذا الصدد يرى الحزب فىمجموع ما شارك به أعضاؤه. وبعض أصدقائه من مداخلات شفوية أو مكتوبة عبر فترة تناهز العامين والذى أدارته بكفاءة لجنة البرنامج ثم مناقشات اللجنة المركزية فالمؤتمر الرابع تشكل فى مجموعها الخلفية الفكرية والنضالية المتنوعة الى حكمت صياغة هذا البرنامج، والتى يتعين على قيادة الحزب أن تصدرها فى كتيبات مستقلة للاستفادة منها فىنضالات الحزب الجماهيرية وتثقيف أعضائة وقياداته.
الوطنى ***
يرفع حزبنا عاليا راية الوطنية والاستقلال فى مواجهة الحملة العاتية التى تقودها الرأسمالية متعدية الجنسيات والتي تدعى باسم” العولمة ” وأن الأرض أصبحت قرية واحدة وأن الوطنية من مخلفات عصر انتهى وولى ولن يعود، وأن السيادة الوطنية فقدت كل معنى فى عصر الاتصالات الفضائية . ويوحى دعاة هذا الرأى، بأن لا مستقبل لشعوب العالم الثالث إلا التعلق بأقدام تلك الرأسمالية بوجهها الجديد Kالتى تحتكر المعرفة التى تغير العالم والتى لا قبل لنا باستيعابها، ناهيك عن الإسهام فيها، وقد حولوا السوق من أصله كآلية اقتصاديه بجانبها آليات أخرى إلى ايديولوجية مغلوطة لا هم لها إلا تفتيت الدولة القومية، وقسمة المجتمع إلى أقلية تخدم الرأسمالية العالمية وشركاتها الكبرى تحاكى نمط معيشة أغنياء الغرب، وأغلبية مستبعدة يتدهور مستوى معيشتها باستمرار حتى ليصبح المجتمع مجتمعين : مجموعة جزر ثرية سفيهة الإنفاق وسط محيط من الفاقه واليأس . . وازدراء دعاة ” العولمة” لسائر البشر يعميهم عن رؤية قدرة الشعوب على التمرد والثورة وانتزاع حقوقها المشروعة أو على الأقل عرقلة مسيرة “ قطار العولمة السريع“ . ولا يكفى الإرهاب السياسى المتزايد حتي فى الولايات المتحدة نفسها حيث قمة الثراء وحتى فى اليابان قمة الانضباط الاجتماعى ليفتح عيونهم للنظر إلي المنحدر الذى سيتردون فيه إن عاجلا أوآجلا 0 كما يغض القوم الطرف عن حجم البطالة وتدنى الأجور الحقيقية وانتشار الفقر حتى ولو كانت تلك المظاهرة تفقأ العين
: بشر بلا مأوى يفترشون . أرصفة الشوارع فى نيويورك ولندن وباريس.
لقد تطور مفهوم الاستقلال لدى الشعوب التى وقعت فى قبضة الاستعمار والإمبريالية فى خط مواز لتطور الإمبريالية نفسها0 فى البدء كان الاستقلال مرادفا لجلاء قوات الاحتلال وعودة السلطة الى قيادات الشعوب. وتميزت فترة مابعد الحرب العالمية الثانية ببروز مفهرم يعمق معنى الاستقلال وهو مفهوم التحرر من سيطرة الأجانب على الاقتصاد الوطني، تلك السيطرة التى تتجه نحو الاستمرار والتعمق دون استخدام وسائل عسكرية0 ظهر تعبير الاستقلال الاقتصادى بمعنى نزع ملكية الأجانب لأجزاء من الأقتصاد الوطن، أو ما سمى في البداية “الجلاء الاقتصادى“. ثم تنبهت الشعوب فى العقود التالية أن ما خلفه لنا المحتلون اقتصاد ضعيف ومتخلف يغلب عليه مقولة “ الفقر والجهل والمرض “0 ومن هنا كان طرح قضية التنمية :محاولات التصنيع وجهود تطويرالزراعة ونشر التعليم0 ولنا أن نعتز فى مصر بأن ثورة يوليو طرحت قضية التنمية وجانبها الاجتماعي فى بداية الخسينيات فى وقت كانت بقية أفريقيا مازالت محتلة0 ولكن العقود المتعاقبة أظهرت محاولات تنمية عمقت التبعية التى تدهورت معها حياة غالبية المجتمع وأصابت بعض هذه الدول فى صميم كيانها مما فكك الدولة والمجتمع، وفتح الباب واسعا لحروب الحدود والحروب الأهلية، التى تدمر ما هو قائم من أصول إنتاجية وتهجر تماما مجرد التفكير فى إضافة أصول جديدة. وفى هذه الأجواء شارك عدد من كبار خبراء العالم الئالث فى صياغة مفهوم “التنمية المستقلة ” والمقصود بهذا المقهوم هو حرية الإرادة الوطنية المعبر عنها ديقراطيا فى إعادة تشكيل البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، على نحو يضمن معدلات نمو اقتصادى مطرد و تحقيق العدل فى توزيع مردود ذلك النمو، وهذا مسمى لا يتحقق ويطرد تقدمه إلا فى جو ديمقراطى كامل يفتح الأبواب عريضة للمشاركة الشعبية فى صنع القرار والمحاسبة على تنفيذه فى كل المستويات والمواقع، ومن ناحية أخرى تفترض التنمية المستقلة الاعتماد على النفس إلى أقصى الحدود كمجتمع وكأفراد وكمؤسسات وسيطة، ويكمل هذا الجهد ويسهم فى زيادة عوائد التنمية الاعتماد الجماعى على النفس(الذات).
التعليقات مغلقة.