برنامجنا السياسي للمرحلة الانتقالية بناء مصر دولة مدنية ديمقراطية حديثة

603

ثانياً: توجهاتنا الأساسية ومهامنا في المرحلة الانتقالية:

قبل عرض توجهاتنا ومهامنا البرنامجية لمواجهة تحديات المرحلة الانتقالية، من الضروري أن نطرح على أعضائنا و كوادرنا و هيئاتنا القيادية وقوى الفكر والسياسة والثقافة، والمواطنين الفاعلين في مجتمعنا، ما نعتبره توجهاتنا المنهجية، تلك التي تمثل أسس تفكيرنا السياسي وحركتنا السياسية، وأسس تحديد مواقفنا من هذه القضية أو تلك ، ومواقفنا من التوجهات السياسية والقرارات والإجراءات التنفيذية للسلطة، وأساس تفكيرنا الاستراتيجي، فيما يمكن اعتباره منهجنا في التفكير والحركة:

 

1- هويتنا وتوجهاتنا الأساسية:

من المهم أن نقدم حزبنا في هذه الفقرات لكي نوضح منهجنا الفكري والسياسي، فمن نحن؟ وكيف نفكر؟ وكيف ننظر للعمل السياسي والعلاقات السياسية؟ وما هي الأسس والمبادئ الأساسية التي تحدد مواقفنا؟ والتي تحدد أساليب عملنا؟

  • التجمع حزب اشتراكي، يعبر عن مصالح وطموحات وأهداف الفئات والطبقات الشعبية العاملة والمنتجة، من عمال وفلاحين وحرفيين ومهنيين ومهمشين ورأسمالية وطنية منتجة في مجالات الصناعة والزراعة والخدمات وغيرها من المجالات الاقتصادية، ويدافع عن مصالح الطبقات الشعبية والوسطى والشباب والنساء وأصحاب المعاشات.

  • ويقف الحزب في مقدمة الصفوف مع كل القوى الوطنية التي تناضل ضد مخططات الإمبريالية والصهيونية، وضد مخططات قوى التطرف والعنف والإرهاب المحلي والإقليمي والدولي الذي يستهدف تفتيت المجتمع والدولة الوطنية في مصر والمنطقة العربية، ويدافع عن الاستقلال الوطني واستقلال الإرادة الوطنية والديمقراطية الشعبية والحريات العامة للمواطنين.

  • ويناضل الحزب من أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، دولة للمواطنة والعدالة والمساواة، ويرفض ويناضل ضد السياسات والتوجهات الطائفية بكل صورها، ويرفضً الخلط بين الدين والسياسة، ويتبنى شعار مصر العظيم: الدين لله والوطن للجميع.

  • ويعمل الحزب مع كل القوى التي تناضل من أجل بناء اقتصاد وطني قوي يقوم على قواعد التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعدالة الاجتماعية، ومع القوى التي تناضل من أجل بناء مجتمع ديمقراطي تقدمي يقوم على قواعد الاستنارة والعقلانية والتفكير العلمي، وتسود بين أفراده ومؤسساته الثقافة الديمقراطية والعقلانية والتنوير واحترام التعدد والتنوع والاختلاف، في ظل دولة لا تفرق ولا تميز بين المواطنين على أساس الدين أو الجنس أو المعتقد أو الانتماء الاجتماعي أو السياسي.

  • ويسعى التجمع لبناء جبهة القوى الوطنية والديمقراطية لتحقيق أهداف وطموحات الشعب المصري في الاستقلال الوطني والديمقراطية والمشاركة الشعبية وبناء الدولة المدنية، ومواجهة مخططات التطرف والعنف والإرهاب، وللعمل معاً على طريق تحقيق استقلال الإرادة الوطنية والديمقراطية الشعبية والعدالة الاجتماعية ومواجهة الاستغلال وصولاً إلى تصفيته.

  • والتجمع في سعيه السياسي لا يعارض أشخاصاً ولا يشخصن القضايا الكبرى أو الصغرى؛ بل يعارض أو يدعم سياسات محددة، ويقف ضد أو يرفض سياسات محددة، وحتى في رفضه أو وقوفه ضد هذه السياسات أو تلك لا يتخذ موقف المعارضة للمعارضة، أو المعارضة المطلقة، ولا يتخذ مواقف متعجلة، ولا يقف موقف المبالغة، أو التكفير والتخوين، أو احتكار الوطنية، ولا يسجل مواقف للتاريخ، أو يتباهى بالشعار، بل يتباهى بالسعي لدراسة القضية أو الحدث أو الموضوع، ويعارض ما يستوجب المعارضة ويدعم ما يستحق الدعم، ويطرح البدائل، ويتفق ويختلف على أسس موضوعية، ويسعى لتكريس ما يمكن تسميته بالمعارضة الموضوعية، المستندة إلى الحقائق والمعلومات كأساس للتحليل الموضوعي، ويتخذ الموقف السياسي على أسس سياسية علمية وموضوعية ووطنية، لا تنحاز إلا لمصلحة الوطن ومستقبله، ومصالح وحقوق الفئات والطبقات والقوى الشعبية والمنتجة.

  • ونحن في التجمع دعاة (لتنظيم) الغضب الشعبي ونقله من التلقائية والعفوية إلى الوعي، وتنظيم القوى الشعبية وتنظيم وعيها بمصالحها وحركتها المنظمة كأساس للتقدم والتطور والتغير السياسي والاجتماعي، ونرى أن تفجير الغضب الشعبي العفوي غير المنظم مغامرة محفوفة بالمخاطر على القوى الشعبية نفسها، وتحمل إمكانيات تبديد طاقتها والتضحية بعناصر قوتها ودفعها نحو دهاليز اليأس والقنوط والإحباط والتراجع، بينما تنظيم الوعي الشعبي بالمصالح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية – على الرغم من صعوبته – مبادرة مفتوحة على المستقبل، عن طريق تجميع القوى الشعبية وتنظيمها وبناء عناصر القوة الواعية والمنظمة.

  • وفي هذا السياق ينظر حزب التجمع للانتخابات النيابية والشعبية (المحلية) و النقابية والرئاسية وغيرها باعتبارها حلقات في سلسلة النضال السياسي والشعبي – المتعددة الأشكال والأساليب – لتحقيق أهداف الشعب المصري وثوراته الوطنية والشعبية في 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 في التنمية والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، والنضال المستمر متعدد الحلقات في سبيل بناء مصر الجديرة بشعبنا المصري الكادح وقواه الوطنية المناضلة، وبصفة خاصة عماله وفلاحيه وكادحيه وفئاته الوسطى وكتابه ومفكريه ومهنييه ومنتجي ثرواته الوطنية.

 

التعليقات مغلقة.