يعرب حزب التجمع عن استهجانه البالغ للموقف المتخاذل للمفوضية السامية لحقوق الإنسان ، بتأجيل المؤتمر الأممي حول تعريف التعذيب وجرائمه ، وذلك قبل أيام من انعقاده ـ وبعد الانتهاء من كافة الترتيبات الفنية واللوجستية ـ وهو القرار الذي لا يمكن بحال قراءته أو تفهمه بعيدا عن مخططات ومؤامرات تنظيم الإخوان الإرهابي وداعميه من دول الفتنة والفوضي ، بهدف عزل الدولة المصرية عن محيطها الإقليمي والدولي ، والذي تسعي الجماعة الإرهابية للوصول إليه معتمدة في ذلك علي أطراف وقوي من شخصيات ومنظمات مدنية لا تنتمي للجماعة ( علانية ) ، رغم كونها تمثل أدوات وركائز لإنجاح مخططها ، بل والتهرب منه حال فشله ، بما كان يستوجب علي الأمم المتحدة والأجهزة المساعدة تفهم الدور الحقيقي للمنظمة ، والبعد عن شبهات الانحياز لأطراف محددة في صراع يستهدف إضعاف مؤسسات الدولة المصرية تمهيدا لهدمها ، وهي كلها تحديات تتناقض مع ميثاق المنظمة وأهدافها المعلنة ، والتي كان يمكن الوصول إليها عبر دعم انعقاد المزيد من تلك المؤتمرات المتخصصة في مناطق الاحتياج إليها ، بل وضرورات تقديم الدعم لدولة تخوض حربا ضد الإرهاب وتنظيماته نيابة عن العالم ، مثلما عبر الرئيس المصري خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة .
والواقع أن الأنباء التي تواترت حول قيام المفوضية السامية لحقوق الإنسان بتأجيل مؤتمرها ، دون تنسيق أو نقاش مسبق مع الدولة المستضيفة للمؤتمر ، والذي كان من المقرر أن ينعقد بالقاهرة يومي الرابع والخامس من سبتمبر القادم ، وذلك ( لأجل غير مسمي ) إضافة لما صرح به روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان ، من أن الأمم المتحدة ( اختارت تأجيل المؤتمر بعد علمها بالقلق المتنامي للمجتمع الحقوقي بخصوص مكان عقد المؤتمر ) ، وتأكيده علي أن ( الأمم المتحدة ستعيد فتح المشاورات بخصوص وقت ومكان مؤتمر محاربة التعذيب ) إضافة لتلميحه حول القيمة الكبيرة ( في عقد مؤتمر يهدف إلي محاولة الحد من التعذيب في بلد ( أو منطقة ) حيث يمارس التعذيب ) ، وهي جميعها كمواقف وتصريحات تأتي كاستجابة وانصياع ـ غير مقبول ـ لحملات من الكراهية السوداء والأداءات الغير مهنية التي تتبناها جماعات من النشطاء المتلحفين بأردية حقوقية ، والمدان ( غالبيتهم ) في قضايا ( للتهرب الضريبي ومخالفة قواعد الشفافية والإفصاح المالي ) ، سواء كانوا داخل الدولة المصرية أو فروا منها بعد أحكام قضائية نافذة بإدانتهم ، بل وتحمل بداخلها تأكيدات علي صدق التخوفات من فقدان تلك الآليات الأممية لحياديتها ، وتحولها لأدوات مسيسة يستخدمها البعض لتحقيق أغراضه .
التعليقات مغلقة.